أكد الدكتور محمود عمارة- الخبير الاقتصادي الدولي ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين في فرنسا، أن مصر تمر بمرحلة حرجة من تاريخها وأن السياسات الاقتصادية الخاطئة جعلت مصر على وشك الدخول في مجاعة، مشيراً إلى أن السبب الجوهري فيما تتعرض له مصر من نكبة اقتصادية هو فساد المنظومة التشريعية على عدد من المستويات، منها قوانين وتشريعات الاستثمار التي أدت إلى هروب عدد من المستثمرين وتشجيع عدد آخر على السرقة بغرض تأمين نفسه من التشريعات المتقلبة، بالإضافة إلى فساد قوانين وتشريعات تملك الأراضي الزراعية، واصفاً المنظومة الحالية بأنها لا تؤدي إلا إلى فساد، وأننا إذا بدأنا مرحلة جديدة من عمر مصر بمنظومة فاسدة فلن ننتهي إلا إلى مزيد من التخلف والفساد.
وأضاف: "لو جبنا نيوتن يحكم مصر هيفشل في ظل هذه المنظومة"، داعياً كافة القانونين من مرشحي الرئاسة إلى التشاور لعمل منظومة تشريعية جديدة، جاء ذلك خلال ندوته التي دعت إليها حملة حمدين صباحي "واحد مننا"، والتي عقدت، مساء أمس الخميس بمقر الحملة في الدقي، تحت عنوان "مشروعات النهضة والتنمية لمصر المستقبل".
وفيما يخص مشروعات النهضة والتنمية، ألقى عمارة الضوء على عدد من المشاريع من بينها مشروع تحسين خدمات قناة السويس، الذي سيؤدي بدوره إلى رفع ما تدره قناة السويس من دخل من 75 مليار دولار خلال 15 عامًا إلى 105 مليار، ومشروع تعمير الوادي الجديد الذي يمثل 40% من مساحة مصر ولا تسكنه إلا 200 ألف نسمة، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على مياه النيل التي يهدر أكثر من 26 مليار متر مكعب منها بين إغراق الدلتا وإهدار الباقي في البحر المتوسط، مؤكداً أن مصر تملك 40 ضعف ما تملكه إسرائيل من موارد مائية، وأنها قادرة على سد احتياجات 40 ضعف من عدد سكان إسرائيل من الغذاء، أي ما يقرب من 240 مليون نسمة، رغم أن مصر تستورد أكثر من 62% من احتياجاتها من الغذاء.
كما أشاد عمارة بالتجربة الماليزية والتركية في النهضة، مؤكداً أن إصلاح المجتمع لابد أن يأتي على عدد من الخطوات وهي: إعادة تأهيل المواطن المصري، وتوجيه الإرادة الشعبية نحو بذل الجهد في المشروعات التي لا تحتاج إلى قرارات سيادية لتنفيذها، مؤكداً أن الجهد الشعبي قد تم اختزاله في عدد من المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية، وأنه من الأجدر بالشباب تكريس جهودهم للمشروعات القومية مثل تعمير سيناء، بالإضافة إلى ضرورة تجميد كل المشاكل الخارجية، لأنه لا يمكننا الدخول في أي صراعات و"البلد في غرفة الإنعاش" -على حد تعبيره.
بقلم : محمد حويت
