مصادفة غريبة ان يساق أحد أبطال حرب
رمضان(اكتوبر 1973) الى المحاكمة في شهر رمضان, رغم ان هناك قانوناً صدر في
عهد الرئيس الراحل أنور السادات تمنع بموجبه المحاكمة المدنية عن أبطال
تلك الحرب, ويمثلون امام المحاكم العسكرية فقط في حال ارتكبوا جرماً,
وعندما يتوفون يشيعون بجنازة عسكرية, في تعبير عن الوفاء لهم لما قدموه من
تضحيات من أجل وطنهم لكن ذلك اسقطته بضع حناجر في ميدان التحرير فارضة
قانونها الخاص القائم على اهانة غالبية المصريين من خلال إذلال اكبر رموزهم
واحد قادة حرب العبور.
أسئلة كثيرة تبادرت الى اذهان المراقبين حين شاهدوا الرئيس المصري السابق حسني مبارك في قفص الاتهام مستلقيا على سرير طبي وكلها تتمحور حول مستقبل مصر في ظل تعنت المنتقمين وما ستجره على البلد غائلة حقدهم التي اعمت البصائر واطلقت وحش التشفي ينهش في مفاصل الدولة ومؤسساتها واقتصادها ويبعث الرعب في نفس كل من يسعى الى خدمة وطنه باخلاص!
امام المشهد المؤثر الذي شاهده الملايين امس لم تعد الاجابة عصية, وبات الخوف على مستقبل مصر اكبر مما كان في اي وقت, لان ما نشاهده منذ ستة اشهر لا يخرج من دائرة زرع الاحقاد والانتقام من الابرياء ورموز الدولة لانهم عملوا طوال العقود الماضية على خدمة بلدهم وهذا ما حول الثورة الى حركة ثأر مدعومة بنفاق بعض اجهزة اعلام تكيل المديح الى "الشباب الحلوين" الذين كبرت رؤوسهم وراحوا يفرضون رأيهم وقرارهم على المجلس العسكري ورئيس الحكومة والوزراء كافة من دون ان يخرج عاقل ويقول ان عديمي التجربة والحنكة لا يمكنهم ان يديروا مصر.
امس دفع الرئيس مبارك فاتورة من سلسلة فواتير وطنيته, واخلاصه, عبر جعله كبش فداء لغسل تجاوزات مراكز الفساد المتمكنة من كل شيء, والمستعدة ان تحرق كل مصر, وليس الرموز التاريخية فقط, من أجل مصالحها واستمرار امساكها بمفاصل القرار في الدولة, واعادة انتاج ذاتها بوجوه جديدة.
حين تشبث هذا الرجل بالبقاء في وطنه كان يدرك الثمن الكبير الذي عليه دفعه جراء غياب صوت العقل في خضم أصوات الغوغاء وديكتاتورية الثورة, لكنه أيضا كان مطمئنا الى ان ثوبه الابيض لن تدنسه الاتهامات غير المسنودة بدليل, فهو يعرف ان ما له اكثر مما عليه, ومن صرف 60 عاما من حياته في خدمة وطنه لن يهرب من مواجهة الباطل المتخفي بعباءة حق, و يعرف ان اخلاق المصريين لا تقبل الظلم مهما كانت قوة الذين يهيمنون على السلطة, و لذلك كان في قاعة المحكمة كما عهدنا به دائما ثابتا صلبا.
كف حسني مبارك نظيفة من المال الحرام الذي اتهم بكنزه, وهو ابعد ما يكون عن استغلال السلطة في مآرب خاصة, فكيف لمن استطاع ان يخرج مصر من نفق الديون المتراكمة, ويدفع العالم عبر مواقفه الى اسقاط 30 مليار دولار من الديون, ان يغامر بتاريخه كله من اجل حفنة من المال, بل كان يرفض أي هدية تقدم اليه ويحولها الى خزينة الدولة حتى لا يقول أحدهم ان رئيس مصر مرتش, ومما يعرف عنه انه كان يحول الرواتب التي كان يدفعها له الشيخ زايد بن سلطان(رحمه الله) الى خزينة الدولة, وحتى عندما حاول صدام حسين ان يرشيه بخمسة وعشرين مليون دولار للسكوت عن غزو العراق للكويت حول المبلغ الى خزينة الدولة, ورفض ان يقف الى جانب الباطل ضد الحق, لذلك ناصر عدالة القضية الكويتية, وشكرته الكويت على ذلك.
نتمنى ان تكون هذه المحاكمة قد شفت غليل طلاب الشهرة من المحامين, ومعهم من اندفعوا بحقد أعمى الى التطبيل والتهليل لمحاكمة الرئيس السابق, كما نتمنى ان يضع الشعب الامور في نصابها الصحيح, ويعيد الى مصر تسامحها واخلاقها التي عرفت بهما, وربما يستلهم تجربة جنوب افريقيا حيث اختارت نهج المصالحة والمسامحة بدلا من الانتقام والتشفي الذي ظهرت واحدة من ابشع صورهما في قاعة كلية الشرطة.
نعم تلك لم تكن محاكمة, بل عملية انتقام موصوفة ستبقى علامة سوداء في التاريخ, فو الله والله انهمرت الدموع في كل العالم العربي على المشهد المؤلم الذي أراد منه المنتقمون محاولة اذلال صاحب الضربة الجوية في حرب العاشر من رمضان, وإزاء كل ذلك نسأل الله ان يرحم مصر واهلها من لعنة العقاب.
أسئلة كثيرة تبادرت الى اذهان المراقبين حين شاهدوا الرئيس المصري السابق حسني مبارك في قفص الاتهام مستلقيا على سرير طبي وكلها تتمحور حول مستقبل مصر في ظل تعنت المنتقمين وما ستجره على البلد غائلة حقدهم التي اعمت البصائر واطلقت وحش التشفي ينهش في مفاصل الدولة ومؤسساتها واقتصادها ويبعث الرعب في نفس كل من يسعى الى خدمة وطنه باخلاص!
امام المشهد المؤثر الذي شاهده الملايين امس لم تعد الاجابة عصية, وبات الخوف على مستقبل مصر اكبر مما كان في اي وقت, لان ما نشاهده منذ ستة اشهر لا يخرج من دائرة زرع الاحقاد والانتقام من الابرياء ورموز الدولة لانهم عملوا طوال العقود الماضية على خدمة بلدهم وهذا ما حول الثورة الى حركة ثأر مدعومة بنفاق بعض اجهزة اعلام تكيل المديح الى "الشباب الحلوين" الذين كبرت رؤوسهم وراحوا يفرضون رأيهم وقرارهم على المجلس العسكري ورئيس الحكومة والوزراء كافة من دون ان يخرج عاقل ويقول ان عديمي التجربة والحنكة لا يمكنهم ان يديروا مصر.
امس دفع الرئيس مبارك فاتورة من سلسلة فواتير وطنيته, واخلاصه, عبر جعله كبش فداء لغسل تجاوزات مراكز الفساد المتمكنة من كل شيء, والمستعدة ان تحرق كل مصر, وليس الرموز التاريخية فقط, من أجل مصالحها واستمرار امساكها بمفاصل القرار في الدولة, واعادة انتاج ذاتها بوجوه جديدة.
حين تشبث هذا الرجل بالبقاء في وطنه كان يدرك الثمن الكبير الذي عليه دفعه جراء غياب صوت العقل في خضم أصوات الغوغاء وديكتاتورية الثورة, لكنه أيضا كان مطمئنا الى ان ثوبه الابيض لن تدنسه الاتهامات غير المسنودة بدليل, فهو يعرف ان ما له اكثر مما عليه, ومن صرف 60 عاما من حياته في خدمة وطنه لن يهرب من مواجهة الباطل المتخفي بعباءة حق, و يعرف ان اخلاق المصريين لا تقبل الظلم مهما كانت قوة الذين يهيمنون على السلطة, و لذلك كان في قاعة المحكمة كما عهدنا به دائما ثابتا صلبا.
كف حسني مبارك نظيفة من المال الحرام الذي اتهم بكنزه, وهو ابعد ما يكون عن استغلال السلطة في مآرب خاصة, فكيف لمن استطاع ان يخرج مصر من نفق الديون المتراكمة, ويدفع العالم عبر مواقفه الى اسقاط 30 مليار دولار من الديون, ان يغامر بتاريخه كله من اجل حفنة من المال, بل كان يرفض أي هدية تقدم اليه ويحولها الى خزينة الدولة حتى لا يقول أحدهم ان رئيس مصر مرتش, ومما يعرف عنه انه كان يحول الرواتب التي كان يدفعها له الشيخ زايد بن سلطان(رحمه الله) الى خزينة الدولة, وحتى عندما حاول صدام حسين ان يرشيه بخمسة وعشرين مليون دولار للسكوت عن غزو العراق للكويت حول المبلغ الى خزينة الدولة, ورفض ان يقف الى جانب الباطل ضد الحق, لذلك ناصر عدالة القضية الكويتية, وشكرته الكويت على ذلك.
نتمنى ان تكون هذه المحاكمة قد شفت غليل طلاب الشهرة من المحامين, ومعهم من اندفعوا بحقد أعمى الى التطبيل والتهليل لمحاكمة الرئيس السابق, كما نتمنى ان يضع الشعب الامور في نصابها الصحيح, ويعيد الى مصر تسامحها واخلاقها التي عرفت بهما, وربما يستلهم تجربة جنوب افريقيا حيث اختارت نهج المصالحة والمسامحة بدلا من الانتقام والتشفي الذي ظهرت واحدة من ابشع صورهما في قاعة كلية الشرطة.
نعم تلك لم تكن محاكمة, بل عملية انتقام موصوفة ستبقى علامة سوداء في التاريخ, فو الله والله انهمرت الدموع في كل العالم العربي على المشهد المؤلم الذي أراد منه المنتقمون محاولة اذلال صاحب الضربة الجوية في حرب العاشر من رمضان, وإزاء كل ذلك نسأل الله ان يرحم مصر واهلها من لعنة العقاب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق