-
اتبعني
تابعني على تويتر
-
التدوينات RSS
اشترك في خدمة RSS
-
فيس بوك
انضم للمعجبين في FACEBOOK
اين انت .... » الرئيسية »
أردوغان وساركوزي يتحدان لياخذان نصيب من الكعكه العربيه
» أردوغان وساركوزي يتحدان لياخذان نصيب من الكعكه العربيه
أردوغان وساركوزي يتحدان لياخذان نصيب من الكعكه العربيه
الثلاثاء، 23 أغسطس 2011
التسميات:
أردوغان وساركوزي يتحدان لياخذان نصيب من الكعكه العربيه
أردوغان وساركوزي يتحدان لياخذان نصيب من الكعكه العربيه
لم يتفق رئيس الوزراء التركي رجب طيب
أردوغان مع الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي يوماً من الأيام، واتسمت
العلاقة
بين
الرجلين بالبرودة ووصلت أحيانا إلى حد الكره الشخصي، وذلك على خلفية رفض
ساركوزي القاطع لدخول تركيا في منظومة الاتحاد الأوروبي. هذا الخلاف الكبير
بين الرجلين يعبر عن تطابق في الطباع، فكلاهما عصبي في مواقفه وارتجالي في
أكثر الأحيان، كما إن الاثنين يحبان الاستعراض والتصريحات الهادفة إلى
الظهور أمام الرأي العام بمنظر المسؤول المتمكن الذي يمتلك النفوذ والقدرة
على حل المشاكل الخارجية.
هذه الرؤوس الحامية التي لم تتفق في الماضي، جمعتها المصالح والظروف في اتجاه سياسي واحد خلال الأزمة السورية الحالية، حيث شكلت باريس منذ البداية رأس الحربة الغربية في الهجوم على دمشق وفي التحريض عليها إعلاميا في المحافل الدولية، وفي الوقت نفسه كانت تركيا الرديف الإقليمي للفرنسيين في الحملة على النظام السوري. غير أن اجتماع الرؤوس الحامية في كلّ من باريس وأنقرة على دمشق هذه الأيام، وتصريحات المسؤولين الفرنسيين والأتراك الواعظة والمهددة والتي وصلت في بعض الأحيان إلى تصور امتلاك الحق في إضفاء الشرعية ونزعها عن الرئيس السوري بشار الأسد، تخفي خلفها شعوراً لدى البلدين والمسؤولين فيهما بمحدودية في القدرة العملية على التحرك، وفي تواضع للمكانة الإستراتيجية لكلّ من أنقرة وباريس مقارنة مع القوى الفاعلة حاليا على الساحة الدولية. فباريس التي دخلت الحرب في ليبيا على قاعدة الحسم في وقت قصير، تنزلق إلى صراع أصبح الجميع في الغرب بمن فيهم الفرنسيون العاديون، يعلمون أنه لا يمكن الانتصار في هذا الصراع من دون تدخل جدي وقوي من الولايات المتحدة الأميركية التي يظهر أنها تركت ساركوزي يدخل حقل الألغام بقدميه، وتنتظر ساعة التدخل التي تناسبها والتي من الواضح أنها لن تكون الساعة المناسبة للأوروبيين كما نسمع يوميا في باريس. أما أنقرة الحالمة حديثا وقديما بعودة النفوذ والمجد العثمانيين، فقد وصلت إلى قمة إمكانياتها في الصعود، وهي ستواجه في القريب العاجل استحقاقات اقتصادية وسياسية لن تتمكن من تفاديها، وخصوصا أن الطفرة الاقتصادية التركية خلال السنوات العشر الماضية جاءت نتيجة الهدوء النسبي مع الأكراد، وهو ما أطلق عجلة السياحة بقوة، فضلا عن العلاقات الجيدة التي اتسمت بها المرحلة السابقة بين تركيا من ناحية وكلّ من سوريا والعراق من ناحية ثانية... هذان السببان في طريقهما إلى التراجع كما سيتراجع معهما الاقتصاد التركي الحساس والضعيف أصلا بسبب عدم وجود مصادر الطاقة الأولية في تركيا، والتي تستوردها أنقره بالعملات الصعبة، فضلا عن عودة الصراع مع الأكراد على خلفية خيبة الأمل الكردية من وعود أردوغان، وهذا ما سوف يثقل كاهل "العثمانيين" الجدد ماديا وأمنيا وعسكرياً وبالتالي سياسيا. وعلى الصعيد الدولي تصطدم طموحات ساركوزي وشطحاته في الشأن السوري بحالة من الاستخفاف الروسي والصيني وصلت إلى حد الإهانة للمسؤولين الأوروبيين عندما لم تقبل كلّ من موسكو وبكين حتى مجرد الحضور في جلسات عادية لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في سوريا وسبل تعديل القرار المقدم أوروبيا وأميركيا لإدانة دمشق. أما على الصعيد الإقليمي، فتصطدم تركيا بحقيقة مفادها أنها ليست اللاعب الوحيد في المنطقة خصوصا عندما يتعلق الأمر بسوريا، فهناك حليفتها القوية إيران يضاف إليها الخلاف المستجد مع الجار العراقي وأحد أسبابه الموقف من سوريا، وهناك أيضاً تماسك الجيش السوري الذي ارسل جزءاً من قواته إلى الحدود التركية في رسالة واضحة لأنقرة مفادها أن الحال هنا تختلف عن الوضع الذي كان إبان أزمة عبدالله اوجلان في تسعينيات القرن الماضي. في النهاية وأمام الأفق المسدود لطموحاتها، وجدت الرؤوس الحامية في كلّ من باريس وأنقرة سبيلها للضغط على دمشق في التحريض الإعلامي والسياسي حتى آخر مواطن سوري، سواء انتهى في مخيمات التهجير أو في القبر، فهل هناك من يرى تواضع إمكانيات المحرّضين؟ |
0 التعليقات:
إرسال تعليق